الخميس، 20 مارس 2008

وداعًا أيّها الحُب


وَجَعِي أيَا وَجَعَ البِعَادْ

يا جُرْحَ كلَّ العَاشِقِينَ

وَظُلْمَة َ الأشْوَاق ِ في كلِّ البِلادْ

يا نَبْضَ قَلْبٍ سَاهِرٍ

قَدْ ضَاعَ مِنْهُ العُمْرُ

في أمَل ِ الحَبِيبِ

وَلَمْ يَزَلْ يُبْقِي العِنَادْ

مَازَالَ يَحْلُمُ أنْ يرى

عَيْنَيْن ِ تَلْتَقِيَانَ في حُضْن ِ الحَنِين ِ

يَدَيْن ِ تَرْتَعِشَانَ مِنْ فَرْطِ الهَوَى

مازال يَكْتُبُ

والدُمُوعُ هِيَ المِدَادْ

كَمْ كُنْتُ أحْلُمُ أنْ أرَى

تِلْكَ العِيُونَ النَاعِسَاتِ

تُوَصِّلُ الحُلْمَ الجَمِيلَ

مِنَ الفُؤَادِ إلَى الفُؤَادْ

لَكِنَّهَا

ضَاعَتْ عَلَى بَابِ الزَمَان ِ حَبِيبَتِي

فَتَمَزَّقَتْ أحْلامُنا

صَارَتْ حَيَاتِي كَالرَمَادْ

فبَكَيْتُ عِشْقِي بَعْدَهَا

ولَبَسْتُ مِنْ حُزْنِي سَوَادْ

*****

مَا كَانَ في سَهَر ِ اللَيَالِي مُتْعَتِي

لَكِنَّ عِشْقِي

يَأمُرُ القَلْبَ المُحَطَّمَ بالسَهَرْ

أبْكي عَلَى لَيْلَى وَحِيدًا

بَعْدَمَا

كَانَتْ تُعَانِقُنِي

وَتأخُذُنٍي بَعِيدًا

بَعْدَ كلِّ حُدُودِ عُمْري

في السَمَا

كنَّا نُسَافِرُ لِلقَمَرْ

في شَعْرِها البُنْيِّ

عِشْتُ أنَظِّمُ الشِعْرَ الجَمِيلَ

لِكَيْ أرى هَذَا الجَمَالَ

على حَوَائطِ غُرْفَتِي

تَحْتَ الوِسَادَةِ

بَيْنَ أفْرَاح ِ الطَرِيق ِ

وبين أوْجَاع ِ الحُفَرْ

بين الرِمُوش ِ القَاتِلاتِ

وبين خَدٍّ ناعِم ٍ

قد كُنْتُ أسْكُنُ

في رُبُوع ِ جَمَالِها

مِثْلَ المِيَاةِ على المَطَرْ

كَانَتْ بعُمْري صَرْخَة ً

أعْلَنْتُ فيها أنَّني مُتَمَرِّدٌ

وعَصَيْتُ فيها كُلَّ أحْزان ِ القَدَرْ

فرُمِيتُ في سِجْن ِ الحَيَاةِ بوِحْدَتِي

ودُفِنْتُ حيًّا

بينَ أشْواق ِ الحَبِيبِ

وبينَِ ذَاكِرَةِ الصُوَرْ

مازِلْتُ أمْشِي في شَوَارِع ِ بَلْدَتِي

وأدُورُ أبْحَثُ

كَيْ أراها صُدْفَة ً

أوْ علَّني يَوْمًا أقَابِلُ وَجْهَهَا

وتَعُودُ لِي مُشْتَاقَة ً بَعْدَ السَفَرْ

فَلأنَّنا يَوْمًا نَسَيْنا عَقْلَنا

طِرْنا نُنَادِي عِشْقَنا

لَكِنَّهُ

دَهَسَ المَشَاعِر ِ وانْتَحَرْ

*****

قُلْنا وَدَاعًا

أيّها الحُبّ الجَمِيلْ

قُلْنا وداعًا للأمَانِي

والهَوَى

وعَذابِ أشْواقِي الطَويلْ

فَاليَوْمُ قَدْ ضَاعَتْ أمانِينا

وصَارَتْ بينَ أيْدِينا حُطامًا

رُبَّما سَتَعُودُ يَوْمًا

رُبَّما سَتَصِيرُ في

أيَّام ِ شَوْقي مُسْتَحِيلْ

وأنا أعِيشُ عَلَى هَوَى

....ذِكْرَى هَوَى!!

قَدْ تَاهَ في أرْض ِ السِكُوتِ بلا دَلِيلْ

أمَّا أنا

لا تسْألُونِي مَنْ أنا

ما عُدْتُ أذْكُرُ منْ أنا

فَلَقَدْ نَسَيْتُ مَلامِحِي

بَعْدَ الرَحِيلْ

ليست هناك تعليقات: