الاثنين، 21 يوليو 2008

تائهُ الكَلِماتِ

تائه الكلمات

غَرَقَتْ حُرُوفِي
عِنْدَ شاطِئكِ البَعيدْ
وتَنَاثَرَتْ فيه القَوافِي
تَاهَ بَيْتُ الشِعْرِ
وارْتَحَلَ القصيدْ
حتى الكِتابَةِ
أعْلَنَتْ عِصْيانِها
وأبَتْ تُرَفْرِفُ فوق عقلي مِنْ جَديدْ
أدْرَكْتُ أنَّ قصائدي
كُتِبَتْ إليْكِ جَميعُها
بدِموعِ قَلْبٍ
غَيْرُ حُبّكِ لا يُريدْ
ماذا فَعَلْتِ بِنَظْرَةٍ في مَنْهَجي
غَيَّرْتِ كُلَّ مَشاعِري
وجَعَلْتِ مِنْ مُلْكي عَبيدْ
ماذا أصابَ نَوَاظِري
صارَتْ تَجوبُ الأرْضَ
دَوْمًا كَيْ تَراكِ بِشَعْرِكِ البُنِّيِّ
يَرْسُمُ جَبْهَتي بَحْرً مَديدْ
عَيْناكِ كالأنْهارِ
تَأخُذُني
وتَرْميني
وبينَ جَمالِها
أدْمَنْتُ تِرْحالي
وطَعْمَ النارِ في شَوْقي
وطعْمَ الحُبِّ في شِعْري
وإبْحاري الشَديدْ
حتَّى أرَى
عَيْنً يَزيدُ بها السَوادُ
كَلَيْلةٍَ وَسَطَ الجَليدْ
عَنِّي يُقالُ بِأنَّني
أسْتاذَ عِشْقٍ رُبَّما
لَكِنَّني
قَدْ صِرْتُ بَينَ يَدَيْكِ
تِلْميذً بَليدْ
*****
وهَوَيْتُ
في أعْماقِ عَيْنَيْكِ الجَميلَةِ
قاصِدًا مُتَعَمِّدا
وعَلِمْتُ أنَّ طَريقَها
دَوْمًا يَسيرُ إلى الرَدى
وبأنَّ شوقي قدْ يَطولُ
سِنينَ عُمْري كلها
وبأنَّني سَأظلُّ في
سِجْنِ العُيونِ مُقَيَّدا
لكنني قد جِئْتُ أطْلُبُ
مِنْ عُيونِكِ مَوْعِدا
*****
إنِّي تَعَلَّمْتُ الحَقيقَةَ
مِنْ عيونكِ
عِشْتُ عُمْري نَظْرَتَيْنِ
رَأيْتُ فيها رَوْعَةَ الحُزْنِ الجَميلْ
إني تعلمتُ الهوى
بين العيون الناعِساتِ
عَشِقْتُ طَعْمَ الدَمْعِ
عِشْتُ المُسْتَحيلْ
وعَرِفْتُ أنَّ مَواكِبَ العُشَّا قِ
ما عادَتْ لِتَمْضي في السَبيلْ
وعلمتُ أنَّ زَمانَنا
ما كانَ لِلعِشْقِ الطَويلْ
وبأنَّ هَذا العِشقَ
أحْلاهُ الرَحيلْ